الجمعة، 5 سبتمبر 2014

عندما يتحول الإنسان إلى وهم


في هذه المعمورة يحيى بنو البشر بصورة أو بأخرى في تكافل مع بعضهم البعض،،يتعارفون يتحابون أو يختلفون ،يستكشفون هذا العالم المهم أنه ﻻ غنى لنفس بشرية عن سواها.. مراحل مراحل حتى : تخللت الأوراق حياتنا وماتحمله من أخبار يومية سياسية وفنية ولعل الحروب كانت هي الوجبة الدسمة ، تلك الصحف او الجرائد أو الكتب أو أي مسمى كانت هي الجسر الواصل بين من يقرأها والمجتمع من حوله على مستوى واسع ، وبهذا نمت وتطورت العلاقات الفكرية بين البشر واﻹدراك والتقييم أيضا.. ولم يتوقف اﻷمر عند هذا الحد ، تطورت علاقة اﻹنسان بالمعلومات بشكل مذهل ورائع ومرعب أحيانا فمن تلك الورقة وصلنا إلى شبكة ﻻ نعلم نحن العامة كيف تعمل، ومن تلك المعلومات بتنا نعرف الكثير والكثيرين، وتطور المجتمع بصورة أسرع ، فما عاد يصعب على أحدنا زيارة غابة أو متحف أو أثار وهو جالس في مكتبه ، ولن أحصي ماجناه العلم من التطورات المعلوماتية فلا دماغي يذكرها وﻻ هي صلب موضوعي . من هنا استطاع بعضنا اﻹستغناء عن اﻷخر ... ثورة المعلومات كانت غاية في الروعة واﻷمل وإن دلت على شيء فهي تدل على حب اﻹنسان للتواصل مع بيئته ..واﻹكتشاف والمعرفة ولكن حدث خلل ، كأي أمر يدخل على هذه البيئة ﻻبد أن يحدث بها إضطراب ، هذا الخلل هو نحن من الداخل ، نمت عقولنا أكثر أجل ، ولكن روابطنا تبعترت ، وكلما زاد إرتباط بعضنا بالمعلومات وباﻹطلاع نمى عقله أكثر وتبخرت أحاسيسه حتى ضاعت ، تحولنا إلى أجساد دون روح فمن يبكي لم نعد نسمعه ومن يئن نواسيه بمجاملة، وباتت كل مظاهر اﻹنسانية غريبة عنا ،ﻻ الفقر وﻻ المرض وﻻ الحروب باتت تؤثر فينا إلا اذا اقتحمتنا ابتعدنا عن أنفسنا حتى تلاشى كل شيء ، وهانحن نفتش عن أولئك البشر الذي خلقنا معهم وكانوا حولنا ولعلهم يفتشون عنا ، وﻻيرى بعضنا اﻷخر ، ولكننا نفتقدهم ويفتقدوننا والكارثة أن ﻻ أحد يريد أن يتخلى عن هذا الجمود الذي إحتله ويسترجع روحه خشية من أن يجد نفسه غريبا عن هذا المجتمع الذي لم تعد للإنسانية فيه أي معنى ، وبالتالي أصبح العثور فيه على اﻹنسان مجرد وهم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق