الثلاثاء، 6 يناير 2015

هدرزة والضي هارب




يوم بلا كهرباء أو يوم معظم ساعاته بلا كهرباء..حالة يمر بها سكان ليبيا ولن أضيف جديد مهما وصفت الحالة شعرا أم رسما أم خربشات أو حتى حوارليه أول ماليشي أخر .. فكلنا في الحال سواء .
تمضي الساعة اﻷولى وقد نكرر بشيء من الحمد والرضا "زينا زي الناس " وإن تأفف أحدهم رد قوي العزيمة "غيرك يبات في الشارع " .
لعل ساعات النهار دون كهرباء لا تحمل الكثير من العناء فمن العمل إلى الطبخ إلى التنظييف إلى الصلاة وطالما هناك شمس تستطيع أن تمضي ساعات ذات منفعة دون أن تشعر بالملل أو الإستياء إلا في حالة نفاد الماء وهنا تحل الطامة .. فما نفع البير و"البومبة تبي ضي". اففغف هكي كبرها
دخول المغرب هي العلامة اﻷولى لحالة التململ أما أذان العشاء فهو إيذان بحلول كارثة "باهي ﻻمتى .. ﻻ شماتة رسمي هكي . مش الوزير قال معاش بيهرب.. باهي يهربوه وحنا راقدين " وغيرها من الجمل عديمة الجدوى .
عن نفسي وأعتقد أن هناك من يتفق معي أستطيع تحمل 5 ساعات أو 7 وأستطيع أن ﻻ أشعر فيها بالملل بل وأنجز فيها مالا أنجزه في وجود الكهرباء اذ أن وجوده يعني عودة النت وبالتالي مواقع التواصل وبداية رحلة هدر الوقت .
فساعة للقراءة وساعة للإستماع وساعة للحديث مع العائلة وساعة للنوم ساعة للتفكير فأنا دائمة التفكير ..ويتخلل هذه الساعات فواصل للصلاة للأكل لمهاتفة لرسالة مما يجعل نفادها أيسر ..
أما اذا زاد الحال عن الساعات السبع فتأتي مرحلة الصمت والترقب ورغبة في الصراخ بعد البكاء الضعيف وﻻ أريد أن أتخيل أكثر من ذلك فأي زيادة على العشر ساعات هي كارثة إنسانية وموت بطيء لكافة اﻷعمار ..
وقبل أن تتوه الفكرة .. لن أنسى الأسى الساكن في داخل الطلبة والشعور بالقهر الناشئ من هذا السواد حولهم .. فكيف سيراجعون ويمتحنون في هذه الظروف العصيبة أم أننا سنطمئنهم بنتيجة فلكية أساسها الغش والتزوير..
البرد قارس والحر خانق والظلام دامس وعسى أن تكون هذه الساعات هي ساعات ماقبل الفحر .

هناك 3 تعليقات: